قصة فراق واقعيه قرئتها واحببت أن أنقلها لكم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هذه يا اخواني و اخواتي قصه واقعيه اتمنى ان تعجبكم و تستفيدوا منها اكثر
و كل واحد منكم يحاول على قد ما يقدر يسعد والديه لان الوالدين كالشمس.. اليوم في حياتك سطعوا ... ولليل يوم اخر في عمرك قد غابوا ...
اترككم مع القصه:
وداعا ابي
زيارة الطبيب إلى غرفة ابي
ابي ...و ابناءه و أقاربه من حوله يتلهفون لمعرفة آخر الفحوصات و التحاليل
الطبيب يدخل عليهم فجأة وهم مستغرقون في تفكيرهم قلقون حائرون
إنه يحدث نفسه هذه المرة
لا بد من مصارحتهم إنها أمانة ومسؤولية معا
ينظر إليهم حائرا يائسا وهو يحرك رأسه يمينا و يسارا وقد أعيته الحيل ثم يحدثهم بكل صراحة
لا أمل له في الحياة قلبه ضعيف جدا ..
لقد قضى المرض على قلبه تماما ما بقي له من عمره إلا ساعات معدودة
ماذا تقول يا دكتور
كيف ؟
إنه في ريعان شبابه
ربما تكون مخطئا
الكل أصابه الجنون والحزن. ينظرون إلى ذاك الجسد القابع في السرير الأبيض الكل يريد إشباع ناظريه منه
إنها نظرات الفراق
الأجهزة من حوله موصلة
جهاز التنفس الاصطناعي مثبت عليه
رباه ما هذا الذي يحدث ؟؟
أكاد لا أصدق ما أرى
الكل اصبح يهلل ويسبح
ومنهم من ذهب يقرأ عليه آيات من القرآن..
وآخرون يتضرعون إلى ربهم يرجون كرامته لعله ينجي ابيهم
ابي يفيق فجأة يبتسم و يردد
اللهم شافيني و عافيني من كل داء يؤديني
اللهم اذا كان يرضيك هذا فزدني .. و اذا كان لا يرضيك فبعده عني و ارحمني يا ارحم الراحمين ...
ثم يغيب عن الوعي مرة أخرى.
حبيبيي و قرة عيني ابي
أنت تقول ذلك
تشعر بالفراق
تخفف بنفسك ألمك
فماذا نقول’ نحن
ما عرفتك يا حبيب قلبي قد زلت خطاك إلى أوحال الذنوب
ما عهدتك منجرف وراء أهواء الاباء العابثون
كلا والله
بل كنت بريئً ذا تصرف عاقل
طاهرا عفيف
لقد اعتدت دائما على حمل عبئنا والتفكير فينا وكنت تسهر طول الليل من أجلنا
حتى إذا انتهيت بت تتأوه من شدة الألم
لقد عصرك الألم .. وفتك ببدنك و تورمت أطرافك وأنت صابر محتسب
أي صبر تجرعته يا أبي
وأي ألم فظيع تحملته
رباه لقد تألم و قاس كثيرا فارحمه و اغفر له وارفع درجته
كنا نطمئنه و نحاول تهدئته
الأجهزة لا زالت مثبتة في جسده
أقاربه شرعوا يتوافدون من كل حدب وصوب لزيارته في المستشفى
حتى الممرضون رقت قلوبهم
و عز عليهم فراقه لقد تعودوا على الحديث معه و مزحه لهم طوال مده رقوده في المستشفى
فكانت قراراتهم صارمة على الزائرين ما عدا من يزور ابي
كانوا يقولون غرفة كذا وكذا ادخلوا بسرعة وأكثروا من الدعاء له ..
لا إله إلا الله ... ابي يستيقظ فجأة ويسأل
من حوله مستغرب مندهش ويقول :
كأني سمعت’ أحدا يقول فلان رحمه الله تعالى ..
من قال إني متُ ؟
الكل يرد عليه بتلطف و رحمة وشفقة لا لا يا ابي ما من أحد تكلم ..
ترى من هذا الذي تكلم ؟؟
وكيف أُلهمت هذا !!؟؟..
ثم غط مرة أخرى في سبات عميق ..
ننظر إليه وعيوننا ترقب الأجهزة من حوله تارة، وإلى الوجه المشرق مرة أخرى ..
الأجهزة لازالت تنبض بحركة دؤوبة ..أخوته و أبناءه من حوله كأن على رؤوسهم الطير
...لكن...
كنا هذه اللحظات على موعد مع حدث مأساوي ....
مؤشرات الأجهزة بدأت تدنو شيئا فشيئا...
الكل يدعو و يسبح و يترنم بآيات من القرآن ..
فجأة سكنت هذه الأجهزة...
يتحرك رأس أبي إلى الخلف ..
ويشهق عدة شهقات ثم يميل برأسه بكل رقة ولطف إلى اليمين...
و ينادي سامي و يخده في احضانه و يقبله قبلة فراق كأنه يوصيه بأمه و باخوته و يقول له سامحني يا ولدي لقد انتهى اجلي عليك بتكميل مشواري بدلي لقد ربيتك و احسنت في تربيتك انت ما بقي لهم من بعد الله وانت خلفي من بعدي ...
ينظر الى لبنى النضره التي تعودتها منه كلما كانت منزعجه من احد منا و كأنه يقول لها انتي الكبرى وانت العاقله وانت فرحتي الاولى في الدنيا ابتسمي لي و تعالي لتعانقيني يا فتاتي المفضله...
وقد اطال النضر في زوجته و كأنه يقول لها اني احبك يا شمس العطاء يا نجوم الفضاء يا كل ما كنت اعيش لاجله استحملي فراقي لقد تعودت منك الصبر عند القرح و الفرح لفرحي عند الفرح.. اصمدي ارجوكي لهذا الطرح ..
حتى وان فارقتكم فالله معكم .
و يتأمل في ارجاء الغرفه و كأنه يبحث عن شخص اخر يتفقد وجوده...ولكن لقد تأخر عنك هذه المره و ذلك لاسباب لا يعلمها الى الله و بنظرته المعتاده و كأنه يسأل كوثر اين هي اختك ماجده ؟؟ و بعد تأكده من عدم وجودها ترك لها معهم كلهم كلمه حب و ضمة اب لابنته و وداعو دمعة فراق ابدي ...
ننظر إليه جميعا بذهول..
ثم تعالت الصرخات
الكل مذهول لا يصدق
ما هذا الذي يحدث ؟؟
رباه....... أهو حقا الموت ؟؟!!
أحقا زارنا هذه اللحظة ملك كريم ليأمُرَ’ أن اخرجي أيتها الروح......؟؟
يناديه ابنه سامي ابي ....ابي ......................
لا يجيب ابي ..
الجسم بات باردا ساكنا...
لقد مات ابي..
فزادنا بالبكاء. وتأكدنا أنه مات...
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب..
وإنا بفراقك يا ابي لمحزونون ...
زوجته كادت تجن...
هل مات ؟؟
هل فارقني !!
ابنه سامي غلب النساء ببكائه وعويله لا حياة بعدك يا يا ابي
وكوثر الكل ضن أنها جنت تعانقه وترفع له ولديها وتقول له قم
قم يا ابي هاهم ايمن ها أنا أحضرته لك ألم تقل أنك ستصبر عليه حتى يكبر قليلا
ولن تتركه يفارقك هاهو فلماذا تفارقه أنت ألم تقل أنك ستدربه وتأخذه للبحر
قم………قم……… أرجوك لا تتركنا
لبنى تقول : أنت كنت مؤنسنا من سيمازحنا من سيملئ البيت بصراخه وضحكه كنت تحاول حل جميع مشاكلنا ومشاكل العائلة من لنا بعدك يا ابي من سيضل معي و يشد بيدي الي ان انهي دراستي و تفرح بي و تطمئن لمستقبلي...
رحمك الله يا ابي رحمك الله
وداعا يا ابي
تتم الإجراءات بسرعة..
أحضروا سيارة إسعاف...
بسرعه لاخده الى البيت و ليتم تغسيله و تكفينه و الصلاة عليه .
وفي الطريق كادت ماجد ه أن تفقد عقلها ..
و تاكد في الهاتف :
أريدكم أن تذهبوا بالطبيب إلى ابي !!!!!
اذكري الله ياماجده ..
هل ابي مات ..قولو لي الحقيقه
فتجيبها لبنى بجواب الاخت الصابره على البلاء وهم المصيبه:
لا يا ماجده ابي فقد تعب قليلا و احضرنا له الطبيب فقط انت حاولي الا تتأخري
تسألها ماجده بحق الله ابي حي اليس كذالك ؟
تجيبها لبنى نعم يا اختي صدقيني انه الان مرتاح فقط اهتمي بنفسك انتي و خدي حذرك في الطريق والله معك الى ان تصلي .
اخدت تسرع في الوصول لكي تلحق ابيها بالدواء الذي كان تنوي احضاره له من الصحراء في نفس اليوم وبعد ملاحضتها لهم و احساسها بشي غريب و كأن روحها تخرج منها همت بالرجوع و قصدت بيت ابيها لتطمئن عليه و تقبل يديه و تقول له اشتقت اليك يا ابي .
وصلت الساعه السادسه مساءا و قد وصلت ماجده و ها هي متجهة الى المنزل و عند وصولها و وقوفها امام البنت يا لهول ما رأت عينيها ...
سياره الاسعاف امام الباب و حشود من الناس يقولون لها البقيه في حياتك {البراكه فراسك} وهي مصدومه منبهرة مما تراه ..
لا يمكن.. ابي مات ....لا لا ..لا يمكن صعدت سلم البيت بسرعة خاطفه و لم تحس بنفسها الى و هي في غرفة نوم ابيها تسألهم اين ابي ؟؟ اين ابي ؟؟؟ اين ابي؟؟؟؟
الكل رأف بحالها وأخذ يهدىء من روعها ويذكرها بالله وما أعده الله لعباده المؤمنين ..
و من هول الصدمه لم تستطيع البكاء لم تقدر ذرف دموع الوجع على ابيها .. ضلت تقول فقط اين ابي ؟ اريذ ابي ؟؟ هل مات ابي؟؟؟
فأخدها الفقيه الحسن و كان صديق ابيها الى الغرفه التي تم فيها غسل ابيها و تحنيطه بالحنوط و لبسه له الكفن ..
و عند رجليه جلست تقول:
ماجده : هل جئتك كي تتركني؟
انا لم أصادق احدا غيرك
انت كنت ابي و أخي وصديقي وكل عائلتي
فضلتني عن كل شيء وجئتك كي تتركني؟
فل تفق يا ابي و لا تتركني وحدي
من سيؤنس وحدتي بعدك !!
وهو ممدد على السرير بكل ثبات ووقار...
ساكن... مغمض العينين...
يا إلهي ما هذا الذي أرى !!
كأنه كان في رحلة شاقة مضنية..
لقد تغير ذاك الوجه المتعب الذي أنهكه المرض...
بدت معالم وجهه تشع حسنا و نورا ً..
أيقنت’ وقتها أنها النظرة الأخيرة فما تمالكت’ نفسي إلا وأنا أضمه إلى صدري وأقبل جبينه و يديه و اقول له صدقني يا ابي قريبا سنلتقي ..قريبا سنلتقي...
آهٍ ما أقسى الفراق ..
عسى الله أن يجمعنا وإياكِ يا ابي في الجنة...
هناك يا ابي حيث السعادة الأبدية والنعيم...
هناك يا ابي حيث الجنان والأنهار..
هناك حيث البهجة ..
هناك يا ابي حياة ننعم فيها بالخير
الحياة هناك يا ابي إن غفر الله لنا و رضي عنا فهو والله خير من الدنيا و زخرفها و حقارتها ..
أبشر يا سامي ...
ابشري يا لبنى
ابشري يا كوثر
ابشرو جميعا
ابي و ان مات فما زال يعيش معنا و فينا
وداعا ......
وداعا .......ابي ..
وداعا.. ابي وفي قلبي لهيب لفراقك.
أسأل الله الكبير المتعال أن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يرزقنا عيش السعداء وميتة الشهداء..
آمين ... آمين.. آمين ..
وكما عهدنا زوجته الصبورة صابرة متمالكة نفسها لم تضعف حينها ولكن فور دفنه وعودته إلى البيت حاولت التوجه الى غرفته لكن لم تصل اليها اخدتها غيبوبة على فراق حبيبها و زوجها و كل ما كان لها في دنياها وما ان افاقت حتى انهمرت عينها بالبكاء. بكاءها لو سمعه الحجر لبكى فكان ذلك غريب على البعض
لأنهم لم يعتادوا رؤية دموعها لكن الموقف كان اشد من ان يستطيع احد حبس دموعه
طوال أيام مرضه وهي معه تحاول اخفاء حزنها و ألمها و دموعها .
طوال أيام مرضه لم يره أحد سوى ابنته الكبرى لبنى و هي تجري من طبيب لطبيب و من فحص لفحص و من حزن لحزن مع صدمتها بكل فقدان امل على كلام و تصريح كل طبيب لها في حالة والدها ..
عائشه اختنا التي تربت معنا كم كانت تحبه وأي حب. تعبر عن حبها بالشجار معه
كان أكثر من صديقان كان متفهم معها كثيرا
من يراه معنا يضننا اصدقاء
لكن مات الصديق فصبروا جميعا
وادعوا له
ادعوا له جميعا
لقد مات ابي
راح ابي
فوداعا يا ابي
و عن حديث جاء يقول:
عندما مات الرسول عليه الصلاة و السلام خرج ابو بكر الصديق لناس و هم يبكون فقال لهم:
من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات
ومن كان يعبد الله فاالله حي لا يموت .
صححه الالباني و مسلم
منقول
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هذه يا اخواني و اخواتي قصه واقعيه اتمنى ان تعجبكم و تستفيدوا منها اكثر
و كل واحد منكم يحاول على قد ما يقدر يسعد والديه لان الوالدين كالشمس.. اليوم في حياتك سطعوا ... ولليل يوم اخر في عمرك قد غابوا ...
اترككم مع القصه:
وداعا ابي
زيارة الطبيب إلى غرفة ابي
ابي ...و ابناءه و أقاربه من حوله يتلهفون لمعرفة آخر الفحوصات و التحاليل
الطبيب يدخل عليهم فجأة وهم مستغرقون في تفكيرهم قلقون حائرون
إنه يحدث نفسه هذه المرة
لا بد من مصارحتهم إنها أمانة ومسؤولية معا
ينظر إليهم حائرا يائسا وهو يحرك رأسه يمينا و يسارا وقد أعيته الحيل ثم يحدثهم بكل صراحة
لا أمل له في الحياة قلبه ضعيف جدا ..
لقد قضى المرض على قلبه تماما ما بقي له من عمره إلا ساعات معدودة
ماذا تقول يا دكتور
كيف ؟
إنه في ريعان شبابه
ربما تكون مخطئا
الكل أصابه الجنون والحزن. ينظرون إلى ذاك الجسد القابع في السرير الأبيض الكل يريد إشباع ناظريه منه
إنها نظرات الفراق
الأجهزة من حوله موصلة
جهاز التنفس الاصطناعي مثبت عليه
رباه ما هذا الذي يحدث ؟؟
أكاد لا أصدق ما أرى
الكل اصبح يهلل ويسبح
ومنهم من ذهب يقرأ عليه آيات من القرآن..
وآخرون يتضرعون إلى ربهم يرجون كرامته لعله ينجي ابيهم
ابي يفيق فجأة يبتسم و يردد
اللهم شافيني و عافيني من كل داء يؤديني
اللهم اذا كان يرضيك هذا فزدني .. و اذا كان لا يرضيك فبعده عني و ارحمني يا ارحم الراحمين ...
ثم يغيب عن الوعي مرة أخرى.
حبيبيي و قرة عيني ابي
أنت تقول ذلك
تشعر بالفراق
تخفف بنفسك ألمك
فماذا نقول’ نحن
ما عرفتك يا حبيب قلبي قد زلت خطاك إلى أوحال الذنوب
ما عهدتك منجرف وراء أهواء الاباء العابثون
كلا والله
بل كنت بريئً ذا تصرف عاقل
طاهرا عفيف
لقد اعتدت دائما على حمل عبئنا والتفكير فينا وكنت تسهر طول الليل من أجلنا
حتى إذا انتهيت بت تتأوه من شدة الألم
لقد عصرك الألم .. وفتك ببدنك و تورمت أطرافك وأنت صابر محتسب
أي صبر تجرعته يا أبي
وأي ألم فظيع تحملته
رباه لقد تألم و قاس كثيرا فارحمه و اغفر له وارفع درجته
كنا نطمئنه و نحاول تهدئته
الأجهزة لا زالت مثبتة في جسده
أقاربه شرعوا يتوافدون من كل حدب وصوب لزيارته في المستشفى
حتى الممرضون رقت قلوبهم
و عز عليهم فراقه لقد تعودوا على الحديث معه و مزحه لهم طوال مده رقوده في المستشفى
فكانت قراراتهم صارمة على الزائرين ما عدا من يزور ابي
كانوا يقولون غرفة كذا وكذا ادخلوا بسرعة وأكثروا من الدعاء له ..
لا إله إلا الله ... ابي يستيقظ فجأة ويسأل
من حوله مستغرب مندهش ويقول :
كأني سمعت’ أحدا يقول فلان رحمه الله تعالى ..
من قال إني متُ ؟
الكل يرد عليه بتلطف و رحمة وشفقة لا لا يا ابي ما من أحد تكلم ..
ترى من هذا الذي تكلم ؟؟
وكيف أُلهمت هذا !!؟؟..
ثم غط مرة أخرى في سبات عميق ..
ننظر إليه وعيوننا ترقب الأجهزة من حوله تارة، وإلى الوجه المشرق مرة أخرى ..
الأجهزة لازالت تنبض بحركة دؤوبة ..أخوته و أبناءه من حوله كأن على رؤوسهم الطير
...لكن...
كنا هذه اللحظات على موعد مع حدث مأساوي ....
مؤشرات الأجهزة بدأت تدنو شيئا فشيئا...
الكل يدعو و يسبح و يترنم بآيات من القرآن ..
فجأة سكنت هذه الأجهزة...
يتحرك رأس أبي إلى الخلف ..
ويشهق عدة شهقات ثم يميل برأسه بكل رقة ولطف إلى اليمين...
و ينادي سامي و يخده في احضانه و يقبله قبلة فراق كأنه يوصيه بأمه و باخوته و يقول له سامحني يا ولدي لقد انتهى اجلي عليك بتكميل مشواري بدلي لقد ربيتك و احسنت في تربيتك انت ما بقي لهم من بعد الله وانت خلفي من بعدي ...
ينظر الى لبنى النضره التي تعودتها منه كلما كانت منزعجه من احد منا و كأنه يقول لها انتي الكبرى وانت العاقله وانت فرحتي الاولى في الدنيا ابتسمي لي و تعالي لتعانقيني يا فتاتي المفضله...
وقد اطال النضر في زوجته و كأنه يقول لها اني احبك يا شمس العطاء يا نجوم الفضاء يا كل ما كنت اعيش لاجله استحملي فراقي لقد تعودت منك الصبر عند القرح و الفرح لفرحي عند الفرح.. اصمدي ارجوكي لهذا الطرح ..
حتى وان فارقتكم فالله معكم .
و يتأمل في ارجاء الغرفه و كأنه يبحث عن شخص اخر يتفقد وجوده...ولكن لقد تأخر عنك هذه المره و ذلك لاسباب لا يعلمها الى الله و بنظرته المعتاده و كأنه يسأل كوثر اين هي اختك ماجده ؟؟ و بعد تأكده من عدم وجودها ترك لها معهم كلهم كلمه حب و ضمة اب لابنته و وداعو دمعة فراق ابدي ...
ننظر إليه جميعا بذهول..
ثم تعالت الصرخات
الكل مذهول لا يصدق
ما هذا الذي يحدث ؟؟
رباه....... أهو حقا الموت ؟؟!!
أحقا زارنا هذه اللحظة ملك كريم ليأمُرَ’ أن اخرجي أيتها الروح......؟؟
يناديه ابنه سامي ابي ....ابي ......................
لا يجيب ابي ..
الجسم بات باردا ساكنا...
لقد مات ابي..
فزادنا بالبكاء. وتأكدنا أنه مات...
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب..
وإنا بفراقك يا ابي لمحزونون ...
زوجته كادت تجن...
هل مات ؟؟
هل فارقني !!
ابنه سامي غلب النساء ببكائه وعويله لا حياة بعدك يا يا ابي
وكوثر الكل ضن أنها جنت تعانقه وترفع له ولديها وتقول له قم
قم يا ابي هاهم ايمن ها أنا أحضرته لك ألم تقل أنك ستصبر عليه حتى يكبر قليلا
ولن تتركه يفارقك هاهو فلماذا تفارقه أنت ألم تقل أنك ستدربه وتأخذه للبحر
قم………قم……… أرجوك لا تتركنا
لبنى تقول : أنت كنت مؤنسنا من سيمازحنا من سيملئ البيت بصراخه وضحكه كنت تحاول حل جميع مشاكلنا ومشاكل العائلة من لنا بعدك يا ابي من سيضل معي و يشد بيدي الي ان انهي دراستي و تفرح بي و تطمئن لمستقبلي...
رحمك الله يا ابي رحمك الله
وداعا يا ابي
تتم الإجراءات بسرعة..
أحضروا سيارة إسعاف...
بسرعه لاخده الى البيت و ليتم تغسيله و تكفينه و الصلاة عليه .
وفي الطريق كادت ماجد ه أن تفقد عقلها ..
و تاكد في الهاتف :
أريدكم أن تذهبوا بالطبيب إلى ابي !!!!!
اذكري الله ياماجده ..
هل ابي مات ..قولو لي الحقيقه
فتجيبها لبنى بجواب الاخت الصابره على البلاء وهم المصيبه:
لا يا ماجده ابي فقد تعب قليلا و احضرنا له الطبيب فقط انت حاولي الا تتأخري
تسألها ماجده بحق الله ابي حي اليس كذالك ؟
تجيبها لبنى نعم يا اختي صدقيني انه الان مرتاح فقط اهتمي بنفسك انتي و خدي حذرك في الطريق والله معك الى ان تصلي .
اخدت تسرع في الوصول لكي تلحق ابيها بالدواء الذي كان تنوي احضاره له من الصحراء في نفس اليوم وبعد ملاحضتها لهم و احساسها بشي غريب و كأن روحها تخرج منها همت بالرجوع و قصدت بيت ابيها لتطمئن عليه و تقبل يديه و تقول له اشتقت اليك يا ابي .
وصلت الساعه السادسه مساءا و قد وصلت ماجده و ها هي متجهة الى المنزل و عند وصولها و وقوفها امام البنت يا لهول ما رأت عينيها ...
سياره الاسعاف امام الباب و حشود من الناس يقولون لها البقيه في حياتك {البراكه فراسك} وهي مصدومه منبهرة مما تراه ..
لا يمكن.. ابي مات ....لا لا ..لا يمكن صعدت سلم البيت بسرعة خاطفه و لم تحس بنفسها الى و هي في غرفة نوم ابيها تسألهم اين ابي ؟؟ اين ابي ؟؟؟ اين ابي؟؟؟؟
الكل رأف بحالها وأخذ يهدىء من روعها ويذكرها بالله وما أعده الله لعباده المؤمنين ..
و من هول الصدمه لم تستطيع البكاء لم تقدر ذرف دموع الوجع على ابيها .. ضلت تقول فقط اين ابي ؟ اريذ ابي ؟؟ هل مات ابي؟؟؟
فأخدها الفقيه الحسن و كان صديق ابيها الى الغرفه التي تم فيها غسل ابيها و تحنيطه بالحنوط و لبسه له الكفن ..
و عند رجليه جلست تقول:
ماجده : هل جئتك كي تتركني؟
انا لم أصادق احدا غيرك
انت كنت ابي و أخي وصديقي وكل عائلتي
فضلتني عن كل شيء وجئتك كي تتركني؟
فل تفق يا ابي و لا تتركني وحدي
من سيؤنس وحدتي بعدك !!
وهو ممدد على السرير بكل ثبات ووقار...
ساكن... مغمض العينين...
يا إلهي ما هذا الذي أرى !!
كأنه كان في رحلة شاقة مضنية..
لقد تغير ذاك الوجه المتعب الذي أنهكه المرض...
بدت معالم وجهه تشع حسنا و نورا ً..
أيقنت’ وقتها أنها النظرة الأخيرة فما تمالكت’ نفسي إلا وأنا أضمه إلى صدري وأقبل جبينه و يديه و اقول له صدقني يا ابي قريبا سنلتقي ..قريبا سنلتقي...
آهٍ ما أقسى الفراق ..
عسى الله أن يجمعنا وإياكِ يا ابي في الجنة...
هناك يا ابي حيث السعادة الأبدية والنعيم...
هناك يا ابي حيث الجنان والأنهار..
هناك حيث البهجة ..
هناك يا ابي حياة ننعم فيها بالخير
الحياة هناك يا ابي إن غفر الله لنا و رضي عنا فهو والله خير من الدنيا و زخرفها و حقارتها ..
أبشر يا سامي ...
ابشري يا لبنى
ابشري يا كوثر
ابشرو جميعا
ابي و ان مات فما زال يعيش معنا و فينا
وداعا ......
وداعا .......ابي ..
وداعا.. ابي وفي قلبي لهيب لفراقك.
أسأل الله الكبير المتعال أن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يرزقنا عيش السعداء وميتة الشهداء..
آمين ... آمين.. آمين ..
وكما عهدنا زوجته الصبورة صابرة متمالكة نفسها لم تضعف حينها ولكن فور دفنه وعودته إلى البيت حاولت التوجه الى غرفته لكن لم تصل اليها اخدتها غيبوبة على فراق حبيبها و زوجها و كل ما كان لها في دنياها وما ان افاقت حتى انهمرت عينها بالبكاء. بكاءها لو سمعه الحجر لبكى فكان ذلك غريب على البعض
لأنهم لم يعتادوا رؤية دموعها لكن الموقف كان اشد من ان يستطيع احد حبس دموعه
طوال أيام مرضه وهي معه تحاول اخفاء حزنها و ألمها و دموعها .
طوال أيام مرضه لم يره أحد سوى ابنته الكبرى لبنى و هي تجري من طبيب لطبيب و من فحص لفحص و من حزن لحزن مع صدمتها بكل فقدان امل على كلام و تصريح كل طبيب لها في حالة والدها ..
عائشه اختنا التي تربت معنا كم كانت تحبه وأي حب. تعبر عن حبها بالشجار معه
كان أكثر من صديقان كان متفهم معها كثيرا
من يراه معنا يضننا اصدقاء
لكن مات الصديق فصبروا جميعا
وادعوا له
ادعوا له جميعا
لقد مات ابي
راح ابي
فوداعا يا ابي
و عن حديث جاء يقول:
عندما مات الرسول عليه الصلاة و السلام خرج ابو بكر الصديق لناس و هم يبكون فقال لهم:
من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات
ومن كان يعبد الله فاالله حي لا يموت .
صححه الالباني و مسلم
منقول